فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {وكانتِ الْجِبالُ كثِيبا مهِيلا}.
لا يعارض قوله: {وتكُونُ الْجِبالُ كالْعِهْنِ الْمنْفُوشِ} لأن قوله: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا} تشبيه بليغ والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله: {وبست الجبال بسا} تشبه الرمل المتهايل وتشبه أيضا الصوف المنفوش. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في الاتخاذ:

وهو مصدر من باب الافتعال.
وقد اختُلِف في أصله.
فقيل: من تخِذ يتْخذ تخْذا؛ اجتمع فيه التّاء الأصلىّ، وتاء الافتعال، فأُدغما.
قال تعالى: {أفتتّخِذُونهُ وذُرِّيّتهُ أوْلِياء} وهذا قول حسن، لكنّ الأكثرين على أن أصلة من الأخذ، وأنّ الكلمة مهموزة.
ولا يخلو هذا من خلل، لأنّه لو كان كذلك لقالوا في ماضيه: ائتخذ بهمزتين على قياس ائتمر، وائتمن، قال تعالى: {وأْتمِرُواْ بيْنكُمْ} و{فلْيُؤدِّ الّذِي اؤْتُمِن} ومعنى الأخذ والتّخْذ واحد.
وهو حوْز الشئ وتحصيلُه.
وذلك تارة يكون بالتّناول؛ نحو {معاذ اللّهِ أن نّأْخُذ إِلاّ من وجدْنا متاعنا عِندهُ}، وتارة بالقهْر؛ نحو {لا تأْخُذُهُ سِنةٌ ولا نوْمٌ} {وأخذ الّذِين ظلمُواْ الصّيْحةُ} {وكذلك أخْذُ ربِّك إِذا أخذ الْقُرى} ويعبر عن الأسير بالمأْخوذ، والأخيذ.
والاتِّخاذ يُعدّى إِلى مفعولين، ويجرى مجرى الجعْل؛ نحو {لا تتّخِذُواْ الْيهُود والنّصارى أوْلِياء بعْضُهُمْ أوْلِياءُ} {ولوْ يُؤاخِذُ اللّهُ النّاس بِظُلْمِهِمْ} تخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لِما أخذوه من النِّعم، ولم يقابلوه بالشكر.
والاتِّخاذ ورد في القرآن على ثلاثة عشر وجها.
الأوّل: بمعنى الاختيار: {واتّخذ اللّهُ إِبْراهِيم خلِيلا}.
الثّانى: بمعنى الإِكرام: {ويتّخِذ مِنكُمْ شُهداء} أى يكرمهم بالشّهادة.
الثالث: بمعنى الصّياغة: {واتّخذ قوْمُ مُوسى مِن بعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلا} أى صاغُوهُ.
الرابع: بمعنى سلوك السّبيل: {فاتّخذ سبِيلهُ فِي الْبحْرِ سربا} أى سلك.
الخامس: بمعنى التسمية: {اتّخذُواْ أحْبارهُمْ ورُهْبانهُمْ أرْبابا مِّن دُونِ اللّهِ} أى سمّوهم.
السّادس: بمعنى النّسْج: {كمثلِ الْعنكبُوتِ اتّخذتْ بيْتا} أى نسجتْ.
السّابع: بمعنى العبادة {والّذِين اتّخذُواْ مِن دُونِهِ أوْلِياء}.
ولهذا نظائر كثيرة.
الثامن: بمعنى الجعْل: {اتّخذُواْ أيْمانهُمْ جُنّة} أى جعلوها.
التّاسع: بمعنى البناءِ: {اتّخذُواْ مسْجِدا ضِرارا} أى بنوا.
العاشر: بمعنى الرّضا: {فاتّخِذْهُ وكِيلا} أى ارض به.
الحادى عشر: بمعنى العصْر: {تتّخِذُون مِنْهُ سكرا ورِزْقا حسنا} أى تعصرون.
الثّانى عشر: بمعنى إرخاءِ السِّتْر: {فاتّخذتْ مِن دُونِهِم حِجابا} أى أرْخت سِتْرا.
الثالث عشر: بمعنى عقْد العهد: {إِلاّ منِ اتّخذ عِند الرّحْمانِ عهْدا} أى عقد. اهـ.
وقال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في التبتل:

قال تعالى: {واذْكُرِ اسْم ربِّك وتبتّلْ إِليْهِ تبْتِيلا}.
والتبتُّل: الانقطاع.
وهو تفعّل من البتْل وهو القطع.
وسمّيت مرْيم البتُول لانفطاعها عن الأزواج وعن نظراءِ زمانها، ففاقت نساء عالمِها شرفا وفضلا.
{وتبتّلْ إِليْهِ تبْتِيلا} كالتعلُّم والتفهُّم.
ولكن جاء على التّفعيل مصدر بتّل تبْتيلا لسرٍّ لطيف؛ فإِنّ في هذا الفعل إِيذانا بالتدريج، وفى التفعيل إِيذان بالتكثير والمبالغة، فأُتى بالفعل الدّال على أحدهما، والمصدر الدّال على الآخر، كأنّه قيل: بتِّل نفسك إِليه تبْتِيلا، وتبتّل أنت إِليه تبتُّلا، ففهم المعنيان من الفعل ومصدرِه.
وهذا كثير في القرآن، وهو من أحسن الاختصار والإِيجاز.
فالتّبتُّل: الانقطاع إِلى الله في العبادة وإِخلاص النيّة انقطاعا يختصّ به.
وإِلى هذا المعنى أشار تعالى {قُلِ اللّهُ ثُمّ ذرْهُمْ} وليس هذا منافِيا لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا رهبانيّة ولا تبتُّل في الإِسلام» فإِنّ التّبتل هاهنا هو الانقطاع من النكاح، والرّغبةُ عنه محظورٌ.
والتّبتُّل يجمع أمرين: اتّصالا وانفصالا لا يصحّ إِلاّ بهما، فالانفصال انقطاع قلبه عن حظوظ النّفس المزاحِمة لمراد الربّ منه، وعن التفات قلبه إِلى ما سوى الله خوفا منه، أو رغبة في، أو مبالاة وفِكرا فيه، بحيث يشتغل قلبهُ عن الله تعالى.
والاتِّصال لا يصحّ إِلاّ بعد هذا الانفصال.
وهو اتِّصال القلبِ باللهِ، وإِقبالُه عليه، وإِقامة وجهه له حُبّا وخوفا ورجاء وإِنابة وتوكلا.
وهذا إِنما يحصل بحسْم مادة رجاء المخلوقين من قلبك، وهو الرّضا بحكم الله وقسْمه لك، وبِحسْم مادة الخوف وهو التسليم لله؛ فإِنّ منْ سلّم لله واستسلم له علم أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه فلا يبقى للمخلوقين في قلبه موقع؛ فإِنّ نفسه التي يخاف عليها قد سلّمها إِلى مولاها وأودعها عنده وجعلها تحت كنفه، حيث لا يناله يدُ عادٍ ولا بغىُ باغٍ، وبحسْم مادّة المبالاة بالنّاس.
وهذا إِنّما يحصل بشهود الحقيقة وهو رؤية الأشياءِ كلّها من الله وبالله وفى قبضته وتحت قهر سلطانه، لا يتحرّك منها شئ إِلاّ بحوْله وقوّته، ولا ينفع ولا يضرّ إِلاّ بإِذنه ومشيئته، فما وجه المبالاة بالخلق بعد هذا الشهود. اهـ.
وقال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في غرب:

الغرْب: خلاف الشرق، والمغرب: خلاف المشرق، قال الله تعالى: {ربُّ الْمشْرِقِ والْمغْرِبِ} باعتبار الجهتين، و{بِربِّ الْمشارِقِ والْمغارِبِ} باعتبار الجهتين مطلِع كلّ يوم.
ولقِيته مُغيرِبان الشمس صغّروه على غير مكبّرهِ كأنّهم صغّروا مغْربانا، والجمع: مُغيرِبانات.
كأنّهُمْ جعلوا ذلك الحيِّز أجزاء كلّما تصوّبت الشمسُ ذهب منها جزء فجمعوه على ذلك.
والمغارب: السُّودان، والمغارب: الحُمْران.
وأسود غربيب، أى شديد، قال تعالى: {وغرابِيبُ سُودٌ}، السود بدل من غرابيب؛ لأنّ توكيد الألوان لا يتقدّم.
وقيل التقدير: سود غرابيب سود.
والغريب: المغترِب، والجمع: الغُرباءُ.
والغرباءُ أيضا: الأباعد.
والغريب من الكلام: الغامض العُقْمىّ منه.
وفى الحديث: «بدأ الإِسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: ومنِ الغرباءُ يا رسول الله؟ قال: الذين يُصْلِحُون إِذا فسد الناس».
وروى الإِمام بسنده أنه قال صلى الله عليه وسلم: «طُوبى للغرباءِ. قالوا: يا رسول الله ومنِ الغرباءُ؟ قال: الذين يزيدون إِذا نقص النّاس»، فإِن كان هذا الحديث محفوظا بهذا اللفظ فمعناه: الّذين يزيدون خيرا وإِيمانا وتُقى إِذا نقص النّاس.
والله أعلم.
وفى لفظ: قيل منِ الغرباءُ يا رسول الله؟ قال: «نُزّاع القبائل».
وفى حديث عبد الله بن عمْرٍو أنه قال صلى الله عليه وسلم: «طُوبى للغرباءِ.
قيل: ومن الغرباءُ؟ قال: ناس صالحون قليلٌ في ناس سوْءٍ كثير، من يبغضهم أكثر ممّن يطيعهم»
.
وعند عبد الله بن عمرو أنه قال: «إِن أحبّ شيء إِلى الله الغُرباءُ. قيل: ومنِ الغرباءُ؟ قال: الفارُّون بدينهم يجتمعون إِلى عيسى بن مريم يوم القيامة».
وفى حديث آخر: «بدأ الإِسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباءِ. قيل ومن الغُرباءُ يا رسول الله؟ قال: الذين يُحبُون سنّتى ويعلِّمُونها النّاس».
فهؤلاءِ هم الغرباءُ الممدوحون المغبوطون.
ولقلّتهم في الناس جدّا سُمّوا غرباء.
فإِنّ أكثر النّاس على غير هذه الصّفات.
فأهل الإِسلام في الناس غرباء، وأهْلُ العِلْم في أهل الإِسلام غرباء، وأهل السنّة الذين تميّزوا بها من الأهواء والبدع فيهم غرباءُ، والداعون الصّابرون على أذى المخالِفين لهم هؤلاءِ أشدّ غربة، ولكن هؤلاءِ هم أهل الله فلا غربة عليهم، وإِنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله فيهم: {وإِن تُطِعْ أكْثر من فِي الأرْضِ يُضِلُّوك عن سبِيلِ اللّهِ} فأُولئك هم الغرباءُ من الله ورسوله ودينه، وغربتهم هي الغُرْبة الموحِشة.
فليس غريبا من تناءى دياره ** ولكنّ من تنْأين عنه غريب

والغربة ثلاثة أنواع:
غربة أهلِ الله وأهلِ سنّة رسوله بين هذا الخلْق، وهى الغربة التي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلها، وأخبر عن الدّين الذي جاء به أنه بدأ غريبا وأنه سيعود غريبا، وأن أهله يصيرون غُرباء، وهذه الغُرْبة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون غيرهم، ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقّا لم يأوُوا إِلى غير الله، ولم يأْنسُوا إِلى غير رسوله، وهم الذين فارقوا النّاس أحوج ما كانوا إِليهم.
فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها: بل هو آنس ما يكون إذا استوحش النّاس، وأشدّ ما يكون وحشة إِذا استأْنسوا، تولاّه الله ورسوله والذين آمنوا، وإِن عاداه أكثر النّاس وجفوه.
ومن هؤلاءِ الغرباء من ذكرهم أنس في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم عن ملوك أهل الجنّة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كلّ ضعيف أغبر ذى طِمْرين لا يُؤْبه له لو أقسم على الله لأبرّه».
وقال الحسن: المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذُلّها، ولا ينافس في خيرها، للنّاس حال وله حال.
ومن صفات هؤلاءِ التمسّك بالسنّة إِذا رغب عنه النّاس، وترك ما أحدثوه وإِن كان هو المعروف عندهم.
وهؤلاءِ هم القابضون على الجمْر حقا، وأكثر النّاس بل كلّهم لائمون لهم.
ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم النُزّاع من القبائل: أن الله تعالى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهلُ الأرض على أديان مختلفة، فهم بين عُبّاد أوثان، وعُبّاد نيران، وعُبّاد صلبان، ويهود، وصابئة، وفلاسفة، وكان الإِسلام في أول ظهوره غريبا، وكان من أسلم منهم واستجاب لدعوة الإِسلام نُزّاعا من القبائل آحادا منهم، تفرّقوا عن قبائلهم وعشائرهم، ودخلوا في الإِسلام، فكانوا هم الغرباء حقا، حتى ظهر الإِسلام وانتشرت دعوته، ودخل النّاس فيه أفواجا فزالت تلك الغُرْبة عنهم، ثم أخذ في الاغتراب حتى عاد غريبا كما بدأ.
بل الإِسلام الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه اليوم أشدّ غربة منه في أوّل ظهوره، وإِن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإِسلام الحقيقىّ غريب جدّا، وأهله غرباء بين النّاس.
وكيف لا يكون فرقة واحدة قليلة جدّا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة ذات أتباع ورياسات، ومناصب وولايات، لا يقوم لها سوق إِلاّ بمخالفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف لا يكون المؤمن السائر إِلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاءِ الذين اتّبعوا أهواءهم، وأطاعوا شُحّهم، وأُعجِب كلّ منهم برأْيه.
ولهذا جُعل له في هذا الوقت إِذا تمسّك بدينه أجرُ خمسين من الصّحابة، ففى سُنن أبى داود من حديث أبى ثعلبة الخُشنىّ قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يا أيُّها الّذِين آمنُواْ عليْكُمْ أنْفُسكُمْ} فقال: بل ائتمِروا بالمعروف وتناهوْا عن المنكر، حتى إِذا رأيت شُحّا مطاعا، وهوى متّبعا، ودُنْيا مؤثرة، وإِعجاب كلّ ذى رأى برأيه، فعليك بنفسك ودع عنك العوامّ، فإِنّ من ورائكم أيّاما الصّبْرُ فيهن كمِثل قبْضٍ على الجمر، للعامل فيهم أجر خمسين رجلا يعملون بمثله عمله. قلت يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: أجْر خمسين منكم».
وهذا الأجر العظيم إِنما هو لُغربته بين الناس، والتمسُّك بالدين بين ظُلمة أهوائهم.
فإِذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطّن نفسه على قدح الجهّال وأهل البدع وطعنهم عليه، وإِزرائهم به، وتنفير النّاس عنه، وتحذيرهم منه، كما كان الكفّار يفعلون مع متبوعه وإِمامه.
فأمّا إِن دعاهم إِلى ذلك وقدح فيما هم عليه فهناك تقوم قيامتهم، ويتغوّلون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويُجلبون عليه بخيلهم ورجْلهم.
فهو غريب في دينه لفساد أديانهم، غريب في تمسّكه بالسّنة لتمسّكهم بالبدعة، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم، غريب في صلاته لسوءِ صلاتهم، غريب في معاشرته لأنه يعاشرهم على مالا تهوى أنفسهم، وبالجملة فغريب في أُمور دنياه وآخرته، لا يجِد له مساعدا ولا مُعينا.
فهو عالِم بين قوم جهّال، صاحب سُنّة بين أهل بِدع، داع إِلى الله ورسوله بين دُعاة إِلى الأهواءِ والبدع.
وثمّ غربة مذمومة وهى غربة أهل الباطل بين أهل الحقّ، فهم وإن كثروا عددا قليلون مددا.
وثمّ غربة لا تحمد ولا تذمّ.
هى الغربة عن الوطن، فإن الناس كلّهم في هذه الدنيا غرباء فإنّها ليست بدار مُقام، ولا خُلِقوا لها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عمر: «كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل» وهكذا الحال في نفس الأمر، لكنه أمره أن يطالع ذلك بقلبه، ويعرفه حقّ المعرفة.
وقد أنشد شيخ السنّة لنفسه:
وحىّ على جنّات عدْنٍ فإِنّها ** مفاز لك الأُولى وفيها المخيّم

ولكننا سبْىُ العدوّ فهل ترى ** نعود إلى أوطاننا ونسلّم

وأىّ اغتراب فوق غربتنا التي ** لها أضحت الأعداءُ فيها تحكّم

وقد زعموا أن الغريب إِذا نأى ** وشطّت به أوطانه ليس ينعم

فمن أجل ذا لا ينعم العبد ساعة ** من العمر إلا بعده يتألّم

فالإِنسان على جناح سفر لا يحُلّ راحلته إِلا بين أهل القبور، فهو مسافر في صورة قاعد، قال:
وما هذه الأيام إِلاّ مراحل ** يحثّ بها داعٍ إِلى الموت قاصدُ

وأعجب شيء لو تأمّلت أنّها ** منازل تُطوى والمسافر قاعدُ

.اهـ.